[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تتعرض كثير من الثورات الى السرقات كما نشاهدها في واقعنا المعاصر حيث يحاول سرقة مكتسبات الثورات كما هو الحال في ثورات الربيع العربي من خلال وجود أجندة داخلية كرموز النظام القديم الاستبدادي والذي يمثل الثورة المضادة غالبا او أجندة خارجية كالأجندة الإقليمية للدول المجاورة او من قبل الدول الكبرى وهكذا نجد الان الكثير من المشاريع التي تحمل طابع المجتمع المدني او المدارس الدينية والأحزاب السياسية وراءها أموال هائلة فبعض منظمات المجتمع المدني تحمل طابعا اصلاحيا الا ان وراءها أجندة خارجية والمدارس الدينية التي تؤسس من قبل بعض الدول وراءها أجندة لكسب مؤيدين لهذه الدولة او تلك وحتى نجد المناهج الدراسية تأتي من هناك علما الى السلطة في هذا البلد او ذاك البلد لا تدرس مضامين تلك الكتب وتمنح لها الإجازة والقبول والمفروض تقدم كل المناهج وتدرس قبل الموافقة وهكذا المسالة بالنسبة الى الأحزاب السياسية فالكثير من يحاول على سرقة الثورات والانتفاضات والإنجازات التي تحققها الشعوب.
وبالنسبة الى ثورة الإمام الحسين ع فقد تعرضت للتشويه بشكل خاص من قبل الحكام الأمويين حيث اتهم الإمام الحسين ع بكونه خارجيا والذي خرج عن طاعة الحاكم وتعرض أتباع الثورة الحسينية الى شتى صنوف التعذيب نتيجة تمسكهم بمنطلقات الثورة الحسينية وتعرضوا عبر التاريخ الى شتى صنوف التشويه والاحتواء من قبل اعداء الثورة الحسينية في سبيل تهميش الثورة الحسينية لئلا تنتفض الشعوب الثائرة ضد أولئك الطغاة وفي نفس الوقت تعرضت الثورة الحسينية الى عدو داخلي من قبل اتباع الثورة الحسينية نفسها من خلال تمسك البعض في المبالغة في الأمور الشكلية وإهمال المضمون نهائيا لذلك كان هناك الاتجاه المدافع على الأمور الشكلية والالتزام بها حرفيا باعتبارها هي الأساس وهناك الاتجاه الاخر الذي يركز على مضمون الثورة الحسينية لأنها هي الأساس وهي السبب الذي ضحى الإمام الحسين عليه السلام ع وقدم نفسه وأهل بيته لمذبح الشهادة.
وطالما حصل نزاع وصراع وصدام ولا زال بين الاتجاهين وتعرض الاتجاه الذي يركز على المضمون الى شتى صنوف الإيذاء والتجريح وشتى صنوف الظلم حتى وصل في كثير من الأحيان الى التكفير مع العلم ان هذا الاتجاه هم من يدافع على المذهب بصورة مستميدة وقدموا الغالي والنفيس لإعلاء منهج الإمام الحسين ع ولكن بصورة تجعل الأولوية للمضمون وأما الاتجاه الذي يعتمد على الأمور الشكلية يركز على الجانب العاطفي كثيرا ويحاول ان يحصر قضية الإمام الحسين ع الى حالة من المأساة لا غير لذلك ينصب كل اهتمامه لجانب الشكل دون المضمون وان كانت الأمور الشكلية لها دور مهم لأجل وجود نوع من الاستمرارية في الثورة الحسينية الا ان المبالغة فيها هي المرفوضة خصوصا مع تجريد الثورة الحسينية من مضمونها الفكري والمسالة لها علاقة بالمستوى الفكري والثقافي فالذي يحمل فكرا واقعيا للدين يجد ضرورة الاهتمام بالمضمون بينما الذي له فهما بسيطا للدين حتى لو كان يحمل منزلة دينية نجده يركز على الشكل دون المضمون.
ولقد كان الإمام الحسين ع واضحا وشديد الوضوح بان منطلق ثورته هو لأجل إحياء الدين لان الدين نفسه قد تعرض الى التشويه من قبل البعض لذلك كانت ثورة الإمام الحسين ع أساسا هي لأجل التصحيح ونجد قول الإمام الحسين عليه السلام بوصفه ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحطونه ما دارت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) يثبت حقيقة الأمر بان اغلب ما يحرك الناس هي الدوافع المادية حتى لو كان يحمل البعض شعارا دينيا هنا وشعارا دينيا هناك لان البعض من الناس يستغل الدين لمصالحه الشخصية او الذاتية ولان جانب الأهواء هي التي تحرك الناس في الغالب الا من كان يحمل صفة التقوى والزهد والإخلاص والصبر والتوكل وغيرها من الملكات النفسية الراقية يمكن ان يكون العقل هو الذي يحركه ويوجهه وهذه هي القلة من الناس أما الكثرة فتحركها الأهواء النفسية.
ونجد ان الصراع في الغالب هو صراع أفكار وان كان يحمل طابعا شكليا هنا وطابعا تعبويا هناك فحتى القصائد الشعرية الحسينية نجد ان هناك من يركز على الشكل وهناك من يركز على المضمون وبعض القصائد التي تحمل جانبا ثوريا قد تركز على جانب المضمون وانه الشخص او الحزب الذي يتمثل بالطابع الثوري فهو قد يحمل شحنة عاطفية هائلة مما قد يجعله يخرج على المنهج القويم بعض الأحيان لان المبالغة في الجانب الثوري أيضا قد يوقعه في استنتاجات خاطئة ويجعله لا يمييز بين الحق والباطل والعدل والظلم فقد يؤيد الظالم من حيث يدري او لا يدري بينما الموقف الشرعي يتطلب منه التوقف لا المدح ولا الذم أي التوقف او الاحتياط لذلك كانت وصية اهل البيت عليهم تصرح بضرورة الوقوف عند الشبهة وهذه الوصية بمثابة كنز معنوي على من يعي هذه الكلمة لان الذي يركز على جانب المضمون قد يكون أيضا ضحية الأخطاء في تقييم الشخصيات والأحداث والمواقف كما نجد ذلك في واقعنا الحالي من قبل بعض الأشخاص والأحزاب.
صحيفة صوت الحرية
عصام الطائي
تتعرض كثير من الثورات الى السرقات كما نشاهدها في واقعنا المعاصر حيث يحاول سرقة مكتسبات الثورات كما هو الحال في ثورات الربيع العربي من خلال وجود أجندة داخلية كرموز النظام القديم الاستبدادي والذي يمثل الثورة المضادة غالبا او أجندة خارجية كالأجندة الإقليمية للدول المجاورة او من قبل الدول الكبرى وهكذا نجد الان الكثير من المشاريع التي تحمل طابع المجتمع المدني او المدارس الدينية والأحزاب السياسية وراءها أموال هائلة فبعض منظمات المجتمع المدني تحمل طابعا اصلاحيا الا ان وراءها أجندة خارجية والمدارس الدينية التي تؤسس من قبل بعض الدول وراءها أجندة لكسب مؤيدين لهذه الدولة او تلك وحتى نجد المناهج الدراسية تأتي من هناك علما الى السلطة في هذا البلد او ذاك البلد لا تدرس مضامين تلك الكتب وتمنح لها الإجازة والقبول والمفروض تقدم كل المناهج وتدرس قبل الموافقة وهكذا المسالة بالنسبة الى الأحزاب السياسية فالكثير من يحاول على سرقة الثورات والانتفاضات والإنجازات التي تحققها الشعوب.
وبالنسبة الى ثورة الإمام الحسين ع فقد تعرضت للتشويه بشكل خاص من قبل الحكام الأمويين حيث اتهم الإمام الحسين ع بكونه خارجيا والذي خرج عن طاعة الحاكم وتعرض أتباع الثورة الحسينية الى شتى صنوف التعذيب نتيجة تمسكهم بمنطلقات الثورة الحسينية وتعرضوا عبر التاريخ الى شتى صنوف التشويه والاحتواء من قبل اعداء الثورة الحسينية في سبيل تهميش الثورة الحسينية لئلا تنتفض الشعوب الثائرة ضد أولئك الطغاة وفي نفس الوقت تعرضت الثورة الحسينية الى عدو داخلي من قبل اتباع الثورة الحسينية نفسها من خلال تمسك البعض في المبالغة في الأمور الشكلية وإهمال المضمون نهائيا لذلك كان هناك الاتجاه المدافع على الأمور الشكلية والالتزام بها حرفيا باعتبارها هي الأساس وهناك الاتجاه الاخر الذي يركز على مضمون الثورة الحسينية لأنها هي الأساس وهي السبب الذي ضحى الإمام الحسين عليه السلام ع وقدم نفسه وأهل بيته لمذبح الشهادة.
وطالما حصل نزاع وصراع وصدام ولا زال بين الاتجاهين وتعرض الاتجاه الذي يركز على المضمون الى شتى صنوف الإيذاء والتجريح وشتى صنوف الظلم حتى وصل في كثير من الأحيان الى التكفير مع العلم ان هذا الاتجاه هم من يدافع على المذهب بصورة مستميدة وقدموا الغالي والنفيس لإعلاء منهج الإمام الحسين ع ولكن بصورة تجعل الأولوية للمضمون وأما الاتجاه الذي يعتمد على الأمور الشكلية يركز على الجانب العاطفي كثيرا ويحاول ان يحصر قضية الإمام الحسين ع الى حالة من المأساة لا غير لذلك ينصب كل اهتمامه لجانب الشكل دون المضمون وان كانت الأمور الشكلية لها دور مهم لأجل وجود نوع من الاستمرارية في الثورة الحسينية الا ان المبالغة فيها هي المرفوضة خصوصا مع تجريد الثورة الحسينية من مضمونها الفكري والمسالة لها علاقة بالمستوى الفكري والثقافي فالذي يحمل فكرا واقعيا للدين يجد ضرورة الاهتمام بالمضمون بينما الذي له فهما بسيطا للدين حتى لو كان يحمل منزلة دينية نجده يركز على الشكل دون المضمون.
ولقد كان الإمام الحسين ع واضحا وشديد الوضوح بان منطلق ثورته هو لأجل إحياء الدين لان الدين نفسه قد تعرض الى التشويه من قبل البعض لذلك كانت ثورة الإمام الحسين ع أساسا هي لأجل التصحيح ونجد قول الإمام الحسين عليه السلام بوصفه ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحطونه ما دارت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) يثبت حقيقة الأمر بان اغلب ما يحرك الناس هي الدوافع المادية حتى لو كان يحمل البعض شعارا دينيا هنا وشعارا دينيا هناك لان البعض من الناس يستغل الدين لمصالحه الشخصية او الذاتية ولان جانب الأهواء هي التي تحرك الناس في الغالب الا من كان يحمل صفة التقوى والزهد والإخلاص والصبر والتوكل وغيرها من الملكات النفسية الراقية يمكن ان يكون العقل هو الذي يحركه ويوجهه وهذه هي القلة من الناس أما الكثرة فتحركها الأهواء النفسية.
ونجد ان الصراع في الغالب هو صراع أفكار وان كان يحمل طابعا شكليا هنا وطابعا تعبويا هناك فحتى القصائد الشعرية الحسينية نجد ان هناك من يركز على الشكل وهناك من يركز على المضمون وبعض القصائد التي تحمل جانبا ثوريا قد تركز على جانب المضمون وانه الشخص او الحزب الذي يتمثل بالطابع الثوري فهو قد يحمل شحنة عاطفية هائلة مما قد يجعله يخرج على المنهج القويم بعض الأحيان لان المبالغة في الجانب الثوري أيضا قد يوقعه في استنتاجات خاطئة ويجعله لا يمييز بين الحق والباطل والعدل والظلم فقد يؤيد الظالم من حيث يدري او لا يدري بينما الموقف الشرعي يتطلب منه التوقف لا المدح ولا الذم أي التوقف او الاحتياط لذلك كانت وصية اهل البيت عليهم تصرح بضرورة الوقوف عند الشبهة وهذه الوصية بمثابة كنز معنوي على من يعي هذه الكلمة لان الذي يركز على جانب المضمون قد يكون أيضا ضحية الأخطاء في تقييم الشخصيات والأحداث والمواقف كما نجد ذلك في واقعنا الحالي من قبل بعض الأشخاص والأحزاب.
صحيفة صوت الحرية
عصام الطائي