جلست ظهراً على الكرسي تحت احدى الاشجار في الحديقة العامة ..كنت ابحث
عن ظل يبعد عني حرارة شمس الصيف واحاول اراحة قدمي بعد مشواري المتعب الطويل وخصوصاً
انه لازال هناك وقت طويل قبل أن يأتي زميلي بسيارته ليقلني معه الى العمل ...كانت
الخضرة تملأ المكان ورطوبة نافورة المياه تداعب وجهي مع كل هبة نسيم لطيفة .
جلست اتأمل البشر حولي وهم يغدون ويروحون منهم المسرع ومنهم من يتمايل
ببطئ ومنهم من كانت الهموم تكاد تجعله يزحف على الارض من ثقلها عليه
ظهر من الجانب الاخر من الحديقة كهلان اخذت منهم السنون مااخذت ومعهم
امرأتين لم تكونا احسن حالاً منهم
ظننتهم مجموعة واحدة إلا انهم انقسموا أزواجاً وابتعدو عن بعض وأغلب الظن انهم اجتمعوا عند باب الحديقة صدفة
فرشت امرأة سجادة صغيرة على العشب وجهزتها لزوجها الشيخ الكبير بينما وضع هو على
الارض براد الشاي وجلس على السجادة متربعا وجلست زوجته الى جانبه مفترشة العشب
وراحوا يتهامسون مع بعضهم بهدوء وشوق كعاشقين ناسين ماحولهم من اناس .
اما الزوج الاخر فقد قامت الزوجة بخلع عباءتها السوداء ومدتها فوق
العشب ليقوم زوجها بالتمدد فوقها وجلست هي الى جانب رأسه وصاروا يتحادثون ويضحكون
بين الفينة والأخرى وكأن لاهم لهم في هذه الحياة
كانو على بعد خطى عن القبر ومع ذلك لم يأبهوا لمشاكل الحياة بل كانوا
كأنهم يسرقون احلى اللحظات منها .كانوا كأنهم يقولون لمن حولهم هانحن بهذا العمر
ولكن مشاغل الحياة وهمومها لم تمنعنا من قطف لحظات سعادة كانوا يستهزؤون بمن حولهم
ممن هم اصغر منهم عمراً
كانوا أكبر مني بأعوام كثيرة ...إلا اني حسدتهم وغبطتهم على ماكانوا
فيه
فهنيئاً لكل من استطاع ان يعيش لحظته بكل مافيها من سعادة أو حزن
...تعب أو راحة
هنيئاً لمن وضع كل ماحوله في كيس أسود ورماه بعيداً ليستمتع بلحظة
واحدة مع من يحب .....مع رفيق الدرب
عن ظل يبعد عني حرارة شمس الصيف واحاول اراحة قدمي بعد مشواري المتعب الطويل وخصوصاً
انه لازال هناك وقت طويل قبل أن يأتي زميلي بسيارته ليقلني معه الى العمل ...كانت
الخضرة تملأ المكان ورطوبة نافورة المياه تداعب وجهي مع كل هبة نسيم لطيفة .
جلست اتأمل البشر حولي وهم يغدون ويروحون منهم المسرع ومنهم من يتمايل
ببطئ ومنهم من كانت الهموم تكاد تجعله يزحف على الارض من ثقلها عليه
ظهر من الجانب الاخر من الحديقة كهلان اخذت منهم السنون مااخذت ومعهم
امرأتين لم تكونا احسن حالاً منهم
ظننتهم مجموعة واحدة إلا انهم انقسموا أزواجاً وابتعدو عن بعض وأغلب الظن انهم اجتمعوا عند باب الحديقة صدفة
فرشت امرأة سجادة صغيرة على العشب وجهزتها لزوجها الشيخ الكبير بينما وضع هو على
الارض براد الشاي وجلس على السجادة متربعا وجلست زوجته الى جانبه مفترشة العشب
وراحوا يتهامسون مع بعضهم بهدوء وشوق كعاشقين ناسين ماحولهم من اناس .
اما الزوج الاخر فقد قامت الزوجة بخلع عباءتها السوداء ومدتها فوق
العشب ليقوم زوجها بالتمدد فوقها وجلست هي الى جانب رأسه وصاروا يتحادثون ويضحكون
بين الفينة والأخرى وكأن لاهم لهم في هذه الحياة
كانو على بعد خطى عن القبر ومع ذلك لم يأبهوا لمشاكل الحياة بل كانوا
كأنهم يسرقون احلى اللحظات منها .كانوا كأنهم يقولون لمن حولهم هانحن بهذا العمر
ولكن مشاغل الحياة وهمومها لم تمنعنا من قطف لحظات سعادة كانوا يستهزؤون بمن حولهم
ممن هم اصغر منهم عمراً
كانوا أكبر مني بأعوام كثيرة ...إلا اني حسدتهم وغبطتهم على ماكانوا
فيه
فهنيئاً لكل من استطاع ان يعيش لحظته بكل مافيها من سعادة أو حزن
...تعب أو راحة
هنيئاً لمن وضع كل ماحوله في كيس أسود ورماه بعيداً ليستمتع بلحظة
واحدة مع من يحب .....مع رفيق الدرب