لا تثيري ذاكرتي
عندما تخطين بين حروفي
فأنتِ تخطين بداخلي
فرفقاً بمواطن ضعفي
ورفقاً بذاكرتي
وإن رأيتِ قبراً
فلا توقظين من بداخله
وإن رأيتِ صخراً
فلا تزيلين التراب من عليه
لتقرئين شيئاً قد نسيته
فهناك بيوت
وطرق
وأشجار
وورود قد فقدت نضارتها
فلا تعبثين بها
فمهما تعالت سطوح الجبال
ومهما تمادت على أعمارنا الأيام
تبقى أكبر وأكبر ( أوراق الذاكرة )
إن ابتسامتي هي كل أسلحتي
وكلمات الحب التي تملئ أوراقي
هي سر جمالي
فخليكِ خارجي
ولا تخاطري بإثارة ذاكرتي
فإن بذاكرتي براكين
وحمم
ونار
وألف ألف انفجار
وبيوت يضربها كل يوم زلزال
وورود لم يبقى منها سوى شوكها
فلما تجذبكِ دواخلي
ماذا لديكِ فى الليل ؟
فخليكِ فى النهار
شوارع تحيا بداخلي
وزوار وأنهار
وألف جنون وألف استعمار
وشوق إلى امرأة هجرتني
فصرت أتبع كل النساء
وادعيت الحكمة والكرامة
وأني شهيد فى زمن بلا شهداء
خطوت أزور مواني وشواطئ
وأتبع طيور وأهتدي بالنجوم والسماء
وصليت لله باكياً وادعيت الطهر
وما أسوأه من إدعاء
وأخلصت كثيراً وغدرت كثيراً
وصحفي مليئة بألوان الغدر والوفاء
ولكني بقيت أمام دمعة صدق أبكي
وأعود لطفل بداخلي ولبقايا الأبرياء
ويبقي الصدق يملئ شواطئي
وأشلاء الكره يأخذها الموج للوراء
أنا كالقمر حبيبتي
ولي أول شهر ككل الأقمار
أفقد جمالي ونوري
وأبقى أعاني الموت والاحتضار
وأبقى بين أوراقي وأخباري
أعاني من دماء تملئ الأخبار
وأري دموع كنت أعشقها
وأرى رجل تقاسمته كل البحار
وأرى نساء كم اشتريتها
فألقوني فى الأسواق بلا أسعار
أنا كالقمر فاشبعي من ضوئي
لن يفيدك أن تعرفي كل الأقدار
فأقداري قد بعتها بعينيكِ
وعانقت فى صباحها زمان بلا أقدار
تعالي وازرعيني فى قلبك
عبيراً لا يعرف الاختيار
فقد تعبت من كل اختياراتي
( وأريد اليوم ألا أختار )
أنا كالقمر حبيبتي
فكلي وأشربي والعبي في عيوني
ولا تسألي لماذا ؟
أو كيف صار ؟