رغيف خبز وبحيرة دم
انا ذلك المغترب عن وطنه رغماً عنه
ولا احمل من اهلي سوى ذكريات وصور
واصوات منقوله عبر هاتف حزين
اتصالي بأهلي أصبح مؤخراً كلقمة العيش
يوم التقطها وأيام تصير كالسراب
اختي فاطمة التي عشت طفولتي معها في غرفة واحدة
تزوجت من شخص عزيز واسمه عزيز في بلدٍ من وطني
العزيز اسمها حمص
فأصبح لقائي بها عزيز أيضاً
في آخر اتصال بها لم نتبادل الضحكات والتعليقات كعادتنا
كانت دموعنا اكثر من كلماتنا ولم يسعفني رصيد هاتفي
لمسح دموعها بمنديل الصبر ومنشفة الامل
بعد يومين من محاولات اعادة الاتصال ردت جارتها على
هاتفها اليتيم
من انت يا اخي فقلت لها انا أبومحمد أخو فاطمة
أليس هذا رقمها؟
فسمعت حسرةً تكاد تقتلع الهاتف من يدي
وصوت نسوي حزين اهلا بابي محمد !!
و اذا بأصوات رصاص تتداخل مع المكالمة ..
انا منى جارتها من بابا عمرو و ما أدراك ما بابا عمرو..
جئت لزيارتها امسفقالت (ما عندنا خبز و لا مازوت
والاولاد جاعو وبردوا وبدي افطرهم) ...
وخرجت من منزلها تلتمس رغيف خبز او قارورة مازوت و..
قاطعتها وسألتها (طيب وين عزيز) : جاوبت منى(من اسبوع
اختفى ولسا ما منعرف عنو خبر .. )
خرجت فاطمة صباح يوم الثلاثاء الماضي ..
تركت وراءها ثلاثة أطفال في البيت
على مائدة الافطار ..دقت الساعة الواحدة ظهرا
و لم تعد فاطمة
ابريق الشاي برد وملّ الانتظار !!
و صحن المكدوس الحمصي بات يشكو الوحدة ....
و أطفال صغار هناك مازالو حائرين .. جائعين ...
يركضون الى الباب كلما دق الجرس
ولدها الاكبر قال لي ياخال قل لامي :
لم نعد نريد خبزاً ..ولا مازوت
نريدها ان تعود الينا فقط!!
لم يكن يفهم ان امه وجدت امام احد افران بابا عمرو
و رصاصة استقرت في صدرها..
ماتت فاطمة ياحسرتي
لكنها مازالت تحتضن بضع أرغفة من الخبز
تنازلت عن روحها ولكنها مازالت متشبثة بالخبز
كانت تأمل أن توصلها إلى أطفالها ...
رغيف خبز و بحيرة دم هذا ما تبقى من فاطمة....
فمن يرد لاطفالها بسمتهم وامهم تحت التراب
واباهم خلف القضبان دونما ذنب اقترفاه
شكراً لله الذي لااله الا هو على ماكتب
وتباً لمن يرقص ويغني تحت المطر متناسياً فاطمةوأبنائها
انا ذلك المغترب عن وطنه رغماً عنه
ولا احمل من اهلي سوى ذكريات وصور
واصوات منقوله عبر هاتف حزين
اتصالي بأهلي أصبح مؤخراً كلقمة العيش
يوم التقطها وأيام تصير كالسراب
اختي فاطمة التي عشت طفولتي معها في غرفة واحدة
تزوجت من شخص عزيز واسمه عزيز في بلدٍ من وطني
العزيز اسمها حمص
فأصبح لقائي بها عزيز أيضاً
في آخر اتصال بها لم نتبادل الضحكات والتعليقات كعادتنا
كانت دموعنا اكثر من كلماتنا ولم يسعفني رصيد هاتفي
لمسح دموعها بمنديل الصبر ومنشفة الامل
بعد يومين من محاولات اعادة الاتصال ردت جارتها على
هاتفها اليتيم
من انت يا اخي فقلت لها انا أبومحمد أخو فاطمة
أليس هذا رقمها؟
فسمعت حسرةً تكاد تقتلع الهاتف من يدي
وصوت نسوي حزين اهلا بابي محمد !!
و اذا بأصوات رصاص تتداخل مع المكالمة ..
انا منى جارتها من بابا عمرو و ما أدراك ما بابا عمرو..
جئت لزيارتها امسفقالت (ما عندنا خبز و لا مازوت
والاولاد جاعو وبردوا وبدي افطرهم) ...
وخرجت من منزلها تلتمس رغيف خبز او قارورة مازوت و..
قاطعتها وسألتها (طيب وين عزيز) : جاوبت منى(من اسبوع
اختفى ولسا ما منعرف عنو خبر .. )
خرجت فاطمة صباح يوم الثلاثاء الماضي ..
تركت وراءها ثلاثة أطفال في البيت
على مائدة الافطار ..دقت الساعة الواحدة ظهرا
و لم تعد فاطمة
ابريق الشاي برد وملّ الانتظار !!
و صحن المكدوس الحمصي بات يشكو الوحدة ....
و أطفال صغار هناك مازالو حائرين .. جائعين ...
يركضون الى الباب كلما دق الجرس
ولدها الاكبر قال لي ياخال قل لامي :
لم نعد نريد خبزاً ..ولا مازوت
نريدها ان تعود الينا فقط!!
لم يكن يفهم ان امه وجدت امام احد افران بابا عمرو
و رصاصة استقرت في صدرها..
ماتت فاطمة ياحسرتي
لكنها مازالت تحتضن بضع أرغفة من الخبز
تنازلت عن روحها ولكنها مازالت متشبثة بالخبز
كانت تأمل أن توصلها إلى أطفالها ...
رغيف خبز و بحيرة دم هذا ما تبقى من فاطمة....
فمن يرد لاطفالها بسمتهم وامهم تحت التراب
واباهم خلف القضبان دونما ذنب اقترفاه
شكراً لله الذي لااله الا هو على ماكتب
وتباً لمن يرقص ويغني تحت المطر متناسياً فاطمةوأبنائها